السبت، 6 يوليو 2013

رقصة للحياة - و رقصة للموت




رقصة للحياة و رقصة للموت 
رقصة للحياة

الساعة 6:37 مساء يوم السبت الموافق 6 يوليو 2013

لم يكن هذا اليوم هو بداية الحكايات و لكنه تراكم لأحداث مرت على منذ فترة تبدو قصيرة و لكنها تمر ببطىء شديد و ممل للغاية و انا لازلت انا

الموسيقى فى الخلفية ( الجثة – فرقة ألف تامر ابو غزاله)

عود يبدو رقيقا وحيدا فى بداية الأغنية يرن كدقات فى طريقها لأن تقول بعض الاشياء و قد تبدو مبهمه و لكنها متكررة و غليظة و صوت قوى ينزل عليك كصاعقة ليفاجئنى بكلمات عن الجثة

عذبوا الجثة

المكان كافية بمصر الجديدة و لكن المكان الفعلى أذنى و قد بدأ مفعول الموسيقى يسرى بها لا اعلم ان كانت لها وجود مطلوب فى حكاياتى ام لا و لكنها عنصر محفز بل عنصر محرك لتحولى الى تلك الجثة ، يداى ترتعش و لكنى مصره على ان اكمل .....

المكان الحقيقى خيال يسكن داخل غرفة سوداء تشبه غرفتى بنفس تفاصيلها و كراكيب المكان و لكنها ليست لى

اشعر بالاختناق

عذبوا الجثة –حتى طلع الفجر منهكا و قام الديك يحتج
 غرزوا فى لحمها السنانسسييير – جلدووووووها- جلدوها بأسلاك الكهرباء 
مع ذلك الصوت تبدأ جثتى فى التأثر ، اقصد تبدأ القصة

الجثة ، من الجثة ؟ انا الجثة ، اشبه الجثة ام انا التى تلعب الدور فى هذة الصورة التى تتكون امامى لا ادرى

فعندما قررت ان تلعب الموسيق معى ذلك الدور و كأنها طييب نفسى معالج تحاول احتواء الموقف

أبدأ فى الاستماع و التمعن و التقمص و لقد تركت الآن لجسدى الملعون العنان لنفسه كى يرقص و يتفاعل و ينفعل و يردد تلك الموسيقى بحركات غير متوقعة و غير معلومة المصدر فأنا لم اكن فى يوم من الايام ارقص بشكل ظاهرى و لكن جسدى الملعون يتأثر اترنح مع دقات الموسيقى و ذلك الصوت المنبىء ....بال... نهاية .

نهاية ذلك الشعور الملعون الذى يشبه جسدى يدى تتحرك فى حركة تائهة تبحث عن مسكن لها ربما العودة لى مرة اخرى و ربما الارتطام بأى من الاشياء الموجودة من حولى

حياة راكدة

قدمى تدب مع صوت طبول الحرب التى تقرع خلفه و هو يردد كلمات عن الجثة و ما يحدث لها الأن

رأسى تدور فى حركة غير متزنة
 تناقض لا اعرف حقيقة له
اهو ترنح يشبه السكارى عندما يتغلل الكحول فى كل جزء من عقلهم ام تشبه
ام دوران يشبه حالة التصوف التى يقوم بها المولوية
ام طقوس لحضرة قمت بنصبها لنفسى كى اخرج فيها كل الطاقات المكبوته داخلى لأتخلص من ذلك الشبح ( العفريت) الذى بات يسكننى و يغلى فى داخلى متوسلا الخروج بعد ان تاه وسطى باحثا عن شىء ليمتلكه و لكن ربما لم يكن يعلم انه جسد ملعون سىء ليسكنه حتى فأر بائس يبحث فقط عن مأوى

بدأت رأسى تدور و بدأت حياتى تدور امامى و كأنها شريط سينيمائى متتابع لا يمكن تعليقه للحظة فكل شىء و انا نسترسل فى سرد كل ما اريد بكل الطرق لأخرج منى

الجميع فى انصياع تام لأوامرى او لأوامر المارد الذى يسكننى و الذى يشبه بركان جاءت لحظة فورانه النهائية

بركان بات ساكنا لفترة اطول مما يحتمل حتى بات يغلى و يغلى دون رد فعل منى لاستقبال حممه او ربما رغبة فى تأخير المدة ليس اكتر حتى لا تنزل الحمم فتملىء المكان من حولى و تحرق الاخضر و اليابس من مكان و زمان و بشر ظللت امارس فعل الكبت و القهر عليه حتى انهكنى تماما فلم اعد اجيد مقاومته بكل الطرق القديمة


الصورة الأولى لى و انا اقود سيارتى التى ليست لى فى الحقيقة إلا لفترات قليلة
استمع الى الجثة
و اطالب بالمزيد فالتكرار كان جزء ممارسة للضغط من بركانى على لم اعد استطيع التوقف
متغاضية عن كل ما تقوله امى لى و هى تجلس الى جانبى تنبهنى لشىء ما يحدث امامنا و تطالبنى بالهدوء و التروى

خمسة مراهقين يستعدون بدرجاتهم النارية لصعود احدى كبارى طريق صلاح سالم – الذى اعتبره قاتل و عاشق فى نفس الوقت- خمسة مراهقين يمسكون بزمام دراجاتهم ليمارسوا كبت لحريتى و انا اقود حتى بدأ الاول فى تعطيلى قليلا – صوت صرخات لأمى – لكى انتبه لهم
كنت انا فى تلك اللحظة استشعر الضغط الذى يمارس على و بدأت انساق وراء فراغ الطريق الذى يمكن ان ابقى عليه طائرة حتى اصل الى بيتى – كانت لذة الطيران تنتابنى خاصة و فراغ الطريق مغرى و نادر الحدوث- بدأو فى استعراض قواهم التافهة فى التعدى على حريتى واحدا تلو الاخر ليقف واحدا منهم فوق دراجته و يجعلها تنصاع إليه لتشبه الحصان المرتفع القدمين الاماميتين كان يمشى على عجلته الخلفية فقط مصدرا صوتا و شرزا خفيفا فى الاسفلت يتراقص يمينا و يسارا ، و الاخرون يكررون الحركات واحدا بعد الاخر.

جاءتنى تلك اللحظة التى يمكن فيها ان افجر غضب السنين و التنين الذى ينتابنى منذ فترة فبدأ شبحى و شيطانى الحديث ام القديم لا اذكر و لكنه موجود و يظهر حينما اريد
سوف اسحقهم ان لم يتركوا لى الطريق لأعبر فوق الكوبرى ، و من السهل ان اسحقهم حتى بعد استعراض قواهم التى لا تعنى لى سوى القرف الشديد ، بدأ شعورا ما بالتلذذ يملئنى اكثر كلما اقتربت منهم و صورتهم و هم يهون من فوق الكوبرى و يتساقطون ققطيع من الخرفان الضعفاء عندما يهاجمهم الذئب الجائع لن يفلت منهم احد ان قررت ان اتخذ ذلك القرار القاطع

سوف تتغير حياتى تماما !
نعم كل الاشياء تم الى ذلك فياله من انتصار حين تنهى تلذذ 5 مراهقين فى مقتبل الحياة الضائعة و تتحرك و كأنك ملك الغابة الكل يخشى منك -عن شيطانى - فقد كان هو من يتحدث وقتها – و ضميرى المتمثل فى امى التى تجلس الى جانبى متزمرة لما يحدث مستنكرة حدوث ذلك حتى و ان لم ابح به امامها و لكنها تعرف شيطانى الماجن ظللت اقلل سرعتى مقاومة كلماته المتتالية و صور النشوى و الانتصار التى تمر امام عينى فقد فقدت البصر حينها و لم اكن ارى سوى دماءهم على الاسفلت و صوت الصرخات المتتالية و تأوهاتهم التى ستسعدنى و تخلصنى من ذاتى التافهة التى لا تقدر ان تتخذ قرارات تشبه هذة القرارات من قبل فمن النادر ان اقرر القيام بفعل نابع عن غضبى ليرضينى فيما بعد.
حتى مررت فى سلام ابله و قد تنحوا جانبا استعدادا للقيام بحركاتهم مرة اخرى بعد ان نزلنا من اعلى الكوبرى لقد خسرت المعركة التى لا اعلم ما رقمها فى حياتى فمعظم معاركى خاسرة لا محالة بسبب سلبيتى التى تقتلنى فى كل لحظة حفاظا على حق الاخرين و استشعارا للحرج من ضميرى السفاح الذى لا يجيد التعامل سوى معى انا فقط .

اشعر بالرضا المزيف و الذى ربما كنت اسعد بوجوده فى احيان كثيرة و لكنى الأن لم اعد اطيقه ففى تلك اللحظة كنت احب شيطانى و كنت اريد ان اتخلص من بركانى الذى يغلى إلى الابد ، و ها انا اضيع منى فرصة إضافيه للتلذذ ، فرصة للوصول الى نهاية تغير حياتى تماما !

ها قد رحل شيطانى و قد القى على لعنة ابدية بالقيد داخل جسدى الملعون دون تلذذ !









رقصة للموت
نفس اليوم و بعد مرور ساعة كاملة تقريبا استمع فيها إلى الجثة
7:30  مساءا
المكان الحقيقى كافية بمصر الجديدة
المكان الفعلى تلك الغرفة السوداء المغلقة و لكنها فارغة و بها الكثير من الطبول و الدفوف المتناثرة

ارتدى ملابس شديدة السواد و اجلس فى الارض
الموسيقى فى الخلفية
العرس (دينا الوديدى و مريم صالح)

اترك جسدى الملعون يترنح ثانيا هذة المرة امارس طقوس تشبه (التعديد) طقس قروى و شائع فى الصعيد و قديما للبكاء و النحيب على شىء او شخص

تبدأ يداى فى الطرق على جسدى بغير وعى يشبه ايضا طقسا شيعيا يمارسوه فى ذكرى الحسين و البكاء على استشهاده

امارسه انا فى النحيب و البكاء على حياتى التى لم اعد اطيقها امارسها على موت مشاعرى و احاسيسى الطيبة التى اعتادت عليها فقد فقدتها مع احتفال بركانى بلحظة الانفجار و لا اعلم متى ستعود

احجل بعيد يا موت – بعيد عالناس و البيوت – لسة الحياة يا دوبها بدب فى عروق  مولودى

امارس ذلك الطقس شديد الالم على جسدى الملعون 

كبالتنى بالقيد ليلة عرسى قصافتنى و برتنى اخضر النوار على عودى

ابدأ فى فك شعرى المقيد لينسدل حول وجهى منذ فترة طويلة لأشعر لأول مرة بلذة مرة اخرى

لذة الشعور بكونى انثى !

فقد فقدت انوثتى تلك التى لا اذكرها نهائيا الأن و التى بدأ مفعولها يسرى فى جسدى الملعون الأن و كأن كل الهورمونات تتحرك بشكل يشبه تدفق مخدر بدأ يتخلل كل انحائى .... فى محاولة منى ان انسى لعنه الجسد هذا الذى يمنعنى فى كل لحظة عن التقدم خطوة واحدة

اننى واجهنى الآن !

من انا و من اتى بى إلى هنا إلى تلك الغرفة الصماء و على من ابكى
ارثى حالى و حالتى وروحى
ارثى كل ما فى من اشياء كانت تجعلنى مميزة فى عينى انا فقط

ازيح عنى ستار الحياة التافهة التى ظننت اننى سأجد فيها ملازى و مأواى ، لقد اصبح كل اقوله لتصبير نفسى كذبه تتضخم و يظل بركانى يمارس بها ضغطا عظيما على كى استسلم
الصورة التى امامى الآن هى ليست انا و لكنى اصدق انها لى جسد اخر و ابتسامه اخرى و حال آخر، ذلك الرجل الذى تمنيته إلى جانبى

لقد توقف عقلى و يداى عن الشعور به فى خيالى لم اعد استطيع استحضار صورته الذهنية التى كانت مخزنة داخل عقلى ، خيال مشوش و تائه من هو ؟ و اين نحن ؟ اننى اتمثل فى شخص اخر و هو لا يزال غير موجود

اتنازل عن كل كبريائى الشخصى و اهوى بين يديه ، خوف قاتل من عدم وجوده و إصرار منى على اننى استحق الافضل الذى لم يعد سوى حلم باهت و تافهة و بائت اكرر ترديده بصوت قوى داخلى لكى استطيع الصمود

لم اعد استطيع الاسترسال بين يدى نفسى لأتتطهر نهائيا مما اصابنى ، تتغير الموسيقى لم اعد اطيق الحديث كأمرآة تنتحب فلم اكن انا يوما تلك المرأة و لن اكون شيطانى الثانى ها قد حضر يمتلك زمام الأمور منى

الساعة 8:10
موسيقى فى الخلفية عمار الشريعى – القاهرة
فى تلك اللحظة ينطلق صاروخ فى الشارع خارج الكافيه ليجعل اعصابى كلها منهارة تماما
فلم ادرك فى البداية انه صاروخ إلا حين طمئن احد العاملين الجالسين بالحقيقة .
مازلت لا اجيد التملك مرة اخرى من حالى و من يدى و من عقلى لأرغمهم على الكتابة

اشعر بحالة من الكبت الشديد و القيد داخلى لقد بات كمشنقة اتعلق فيها
هذة المرة لن ارقص سوف امشى دول دليل سوف امشى دون طريق سوف امشى فقط و لربما اجد حقيقة ما امامى

فقط هى عينى من يريد ان يمارس طقسا جنائزيا هى من سترقص على انغام الموسيقى ببكاء صامت لن يتحرك لن يخرج سيظل محبوسا داخل عينى كل انواع الدمع الذى قد يجعلنى اغتسل تماما

قبل ان اتحرك إلى هنا ، كنت اجلس داخل غرفتى الباهته التى لم تعد تطيق وجودى بها و لم اعد انا ايضا اطيق و اخذت اتخير ما بين نزولى و البقاء حتى انتهى هناك تماما ، ظللت لساعات اتلكع بين النزول و البقاء و أأخر لقائى بنفسى ، كان بداخلى عدة من المشاعر المتهالكة التافهة تترنح هى الاخرى محاولة البقاء و لكن مرأتى كانت تشبه الضمير فى تلك اللحظة ظلت تصرخ فى دون توقف رافضة جسدى و حالتى الملعونة التى اصبحت عليها .

و لايزال مفعول انثوى يسرى فى ، اقاومه بكل حزم و شدة
أنا لست لى و لن اكن يوما لى كما اريد سأبقى صورة ثانيا تبدو حقيقية تماما امام الجميع و لن يرى العالم سواها و هذا هو مصيرى للنهاية ، و ربما ستمر الايام و سأبقى انا بتلك الصورة كاملة الإطار دون تغير طفيف
لن اخسر المزيد من الصورة تلك ، حتى و ان خسرت نفسى تماما ، اشعر و كأننى ابتعد عنى لمسافات بعيدة جدا و اكره ان اواجه الحقيقة الحقيقية و التى لن تغير بالامر من شىء إلا انها على العكس فقد ينكسر زجاج الإطار و تتهتك الصورة تماما و ابقى انا بلا ملامح و لا وجود ، لن ابقى سوى تلك المرآة الناحبة البائسة التى تبحث عنك و تبقى منتظرة لتأتى دون جدوى و دون جديد فقد سئمت الانتظار و سئمت العيش ببطىء و سئمت كره حالى الضعيف فأنا لم اكن يوما اظن اننى ضعيفة لتلك الدرجة

تختلط كل الموسيقى فى الخلفية من حولى تربكنى كما تربك اصابعى للامساك بسيجارتى المعهودة التى تشاركنى احزانى و كتاباتى و نحيبى و فرحى
يداى الآن ترتعش بشدة

و قد تتساقط منى بعض الكلمات بلا معنى ، ارتشف قهوة باردة ستظل معى الى نهاية التدوين
فقد فقدت مذاقها مثلى تماما ، بلا طعم و رائحة و احساس بلا دخان بلا لذة

اشبه ريبوت يكتب لمجرد الكتابة ، لم اعد اعرف متى ستنتهى تدوينتى تلك ، يصارعنى شعور بأنك ربما ستقرأها يوما ما فتدرك مدى قسوتك تلك التى بقيت تمارسها على مثلك مثل كل شىء من حولى و قد و لازلت غير معتقدة فى هذا الوقت انك ستأتى يوما

والآن سوف اتركنى لأحاول استعادة ثقتى مرة اخرى – ربما –

 مشوشة تائهة تافهة راغبة قوية ضعيفة

سئمت بقائى جزءا منك
سئمت بقائى بدونك و لا اعرف إلى متى
لا اريدك عاشق تائه لا تعرف ماذا تريد منى
اريدك الآن اكثر و اتنصل من مشاعرى تلك لأبقى

سئمت من كونك وهما لم اجد مثله فى حقيقة الدنيا حتى الآن
سئمت من ترديد اسمك بين الحين و الاخر عندما اختلى بنفسى
سئمت من تأملك و انت لست معى و ليس لك وجود
سئمت من بحثى عنك
سئمت من شعورى بأنك حولى و لا اعرف اين
سئمت من تلذذى بوجودك الغائب محاولة ارضاء رغباتى القاتلة
سئمت من خيالى الذى يجرنى فى بعض احيان الضعف إليك
سئمت من كونك مجرد صورة ذهنية عن العاشق المراد
سئمت من كونى ملكة على عرش خيالى بنيته لنفسى محاولة تماثل البقاء
سئمت من اخفاء انوثتى عنى لأظل قوية
سئمت من بقائى داخل غرفة الوهم الباردة
سئمت من شيطانى الذى يهدينى إليك
سئمت من ألا اتبع احاسيسى
سئمت من حبى للحياة لأنك ستكون فيها معى
سئمت من انتظارى لك
سئمت من اغترابى عن نفسى و حقيقتى
سئمت من روحى المسلوبة منى
سئمت من فعلها وحدى
سئمت من كونى بلا مريدين
سئمت التضرع و الصلاة من اجلك انت
سئمت الابتعاد عن كل من حولى لافسح لك الطريق
سئمت من كونى اراك ملاك مخلص لى
سئمت من تكرار كونك شيطان ليس اكثر
سئمت من كونى أنا ...... سئمت من كونى اكمل .... سئمت من كونى انهى ....

و لتتغاضى عن كل " سئمت" رددتها بالنهاية فأنها كثيرة بالنسبة لك و مذعجة بعض الشىء
فقلبك البارد لن يستطيع تحمل تفاهاتى تلك و تفككى الواضح امامك و حيرتى التى تجعلنى استمر فى المزيد و نفسك السلطانية لن تتحمل كونى "سئمت" من كل شىء فأنت لن و لم تشعر بى يوما

سأتوقف الأن ... او بعد حين لا اعلم سوف استزيد إلا ان يحين وقت تحركى من هذا المكان
و حين تنتهى قهوتى الباردة و حين تنتهى سجائرى
سوف اتوقف حين اريد انا ان اتوقف رغما عنى لأننى اشتقت للبقاء داخل غرفتى دون هدف
حين اشتاق لشعورى بالتفاهة و انقضاء الأمر

لقد بقيت فى علبتى سجارة واحدة و بعدها سأرحل و اتركك ان كنت من البداية تتابع للحظة ما
 ما يحدث لى – ما يسرى فى عروقى – سوف اتركك حتى و ان كانت الحبكة الغير متصلة ترهقق – سوف اتركك و ان بقيت تنتظر تدوينة اخرى لى اتلذذ فيها بجلد ذاتى و تتلذذ انت بكونك قارىء ليس اكثر

سأنتركك و لأبقى لانتحب و ابكى و امارس جلد ذاتى بكل الطرق الممكنة حتى تأتى لحظة النهاية حتى يحين وقت موتى فلا اعلم متى و كيف و اين و لكنى لا انتظر سواه ففى الحقيقة
الموت هو الحقيقة الوحيدة و التى اضمن حدوثها مهما طال الوقت

سأنتظره كما تنتظر جدتى العجوز و هى جالسة على كرسيها المتحرك فى سكون راغبة فى ان يأتى تتضرع إلى الله فى كل لحظة لكى يأتيه بها و لكن هو الله فقط من يعرف الوقت المناسب لكل الاشياء

سأنتظره و لكنى لست على احر من الجمر فأننى لازلت املك القليل ربما ذرة واحدة فى داخلى هى من تتمسك بالحياة لا اعرف لماذا ؟
و قد كرهت كونها قوية لهذة الدرجة لتقيدنى و لا تريد تحريرى و تجعلنى ارغب فى الموت و لو للحظة واحدة ربما اخشاه هو ايضا و ربما اخشى كونى غير مستعدة لمقابلته و ربما اخشى كونى لازلت املك ذلك الامل الواهم ؟؟؟؟؟؟
نهاية مفتوحة
الساعة 8:35 دقيقة
الموسيقى فى الخلفية لاتزال( عمار الشريعى- القاهرة )

اخر قطرات من قهوتى الباردة
الملم اوراقى و قلمى و يداى و كل ما تركته حولى من احاسيس ............
ها قد نفذت الآن كل الاشياء من حولى و على ان ارحل الآن و فى تلك اللحظة ...
لا اعرف ان كنت سأقوم بتدوين شىء اخر ام لا و لكنى لازلت املك كل ما بداخلى من طاقة كامنة و شحنات سلبية و بركان هائج على وشك الانفجار.......

يتبع .......

مرام عبد المقصود