الحكاية الاولى (فى المقهى ) جزء 3 بقلم
مرام أحمد
بعد ان انتهيت من الجزء الثانى لم يتوقف عقلى عن التفكير فيما سيحدث داخل القصة ولكننى قررت الا اكتب الباقى او اضع لها نهاية و اضعها فوق باقى قصصى التى كتبتها من قبل و لكننى مللت من ان اكملها او ربما لاننى اشعر اننى لا املك تلك الموهبة التى قررت ان اقدم عليها كى اعد بين الموهبين كاتبة حقيقية ، أو ربما لان هذا ليس زمن القراءة فلن يقرأئها سوى القليلين ، لكننى، وجدت عقلى لا يريد التوقف عند تلك النقطة بل انه يرى انه يستطيع ان يقدم الكثير فى داخل تلك القصة و يجد لها العديد من الاجزاء و الصفحات التى ربما ان لم تجذب القراء الا انها تجذبنى و تصيبنى بالفضول حتى اعرف ما هى نهايتها ، فأنا لا اكتب القصة و اعرف احداثها الى النهاية او انها مكتوبة لدى و انا فقط ادونها هنا ، لكنى اترك لخيالى العنان ليخرج ما بداخله فى تلك القصة دون معرفة ما سيحدث فيما بعد فأنها تشبه الحياة او حياتى التى لا اعرف ما هى نهايتها و لكنى أقرأ ما حدث لى من احداث سابقة و ابنى عليها قصص و نهايات لتلك الحياة و لكنى لست انا من كتبها فأنا اعيشها و جزء منها يكتب صفحات قصتى قدرى كما يكتب قدر شخصيات قصصى التى اكتبها لن اطيل عليكم و لكننى اردت ان تكون قصصى تتحرك من داخلى و تخرج مما اعيشه و تعايش معه من حولى ، و لقد اردت ان اوضح فقط ما اشعر به و اشعر اننى اشبة بطلة قصتى فهى لا تعلم ماذا سيحدث و لكنها تحاول ان تخلق قصتها كما تتصور و لا تعلم نهاية لها و ربما يقدر لها القدر ما تريد و ربما يغير لها ما بداخلها او يضعها فى داخل قصة اخرى لم تكن تتوقعها فعلى ان اكمل حتى اعرف ماذا سيخرج لى القدر من افكار لاكمل تلك القصة ، التى اصبحت جزء منى و اصبح عندى من الحماس ما يكفيينى لكى اكملها و افتخر بها فى النهاية ، كما بطلة قصتى .
توقفت فى الجزء السابق " ان احمد وقف عند نافذة سيارتى و و لكنه لم يريد الركوب ، و كانت عينيه تشع من الحرج و الكسوف ما يملأ شارعا بأكمله ، فأخذت اتعجب فى داخلى و قد اصابنى بعض النفور من تلك التصرفات فأننى لم ارى رجلا بمثل ذلك الحياء من قبل ، اهذا حقيقيا ام انه ربما يرسم ذلك الوجه البرىء حتى يستطيع ان يجذب من حوله ببراءته و ابتسامته الساحرة ، فأخذت انظر اليه لمدة طويلة الى ان استوقفنى بصوته الذى يشع هدوءا و راحة
- انا اسف و الله انا كده حتعبك بجد
فوجدت نفسى احاول السيطرة على هدوئى حتى لا اغضب من تلك التصرفات التى لم اعهدها من قبل و ربما تلك التصرفات التى يؤديها بتلك الطريقة المتقنة تجعلنى اتصارع فى داخل نفسى و اقف امام طريقين هل هو انسان مزيف ام انه انسان نبيل و محترم لتلك الدرجة ، و ما يحيرنى اننى لم ارى منه ما يجعلنى اشك فى حقيقته ، و لكن ايضا لا ارى انسانا يتحدث بهذا الهدوء و الابتسامة من قبل ، هل هناك رجلا ربما يحمر وجه كما احمر وجه عندما طلبت منه الركوب , و كذلك لا يوجد رجلا يتأسف بين المرة و المرة مرة اخرى ، اتلك طريقة جديدة ام ماذا ، و لكننى اخضعت رأسى لما اسميه باللامبالاة و قررت الا اركز فيما يفعل الا ان اعرفه اكثر و اصبح جزء من عالمه و لكننى الان على ان افكر هذا الرجل لماذا يحتاج ، ما الشىء الذى يجذبه و يستهوية ، ما الذى يريده ؟ اسئلة يجب ان اصل لاجابات سريعة لها حتى استطيع ان اصبح جزء من حياته فى اسرع وقت ففضولى يقتلنى حتى اعرف من ذلك الشخص .و ادرت السيارة و تحركت فى الشارع بهدوء و سألته .
- تحب اوصلك فين ؟
- انا ساكن فى غمرة ياعنى ممكن تدخلى من هنا عشان تطلعى على شارع رمسيس علطول .
- حاضر اوكى .
ثم ادخلت سى دى الى كاسيت السيارة به بعض الاغانى الهادئة التى ربما تهىء الجو الرومانسى الذى اريده ان يشعر به
- بحب الاغنية دى اوى
و انا انظر اليه و قد جعلت من نظرتى و صوتى وسيلة لاشعال بعض الاعجاب داخله .
- انت بتحب الاغنية دى ، و انا كمان بصوت حنون و انثوى و انا اجعل كلماتى تخرج بطىء من شفتى .
فيحاول ان ينكر ما بداخله و يخفى ما شعرت به فى نظرة عينه و يحاول تغيير الموضوع حتى لا يجارينى
- حضرتك ...... فقاطعه فى عجلة
- صحيح ايه رأيك لو تقولى انتى من غير حضرتك
- بس مينفعش حضرتك
- لا ينفع صدقنى ايه الى يخليه مينفعش خلاص انا ممكن اقولك يا استاذ احمد
- الى يريح حضرتك
- تانى حضرتك فى غضب
- خلاص انا اسف يا ....انا معرفش اسم حضرتك لحد دلوقتى .
- اسمى .....اتخذت للحظة و ترددت و تعجبت لما افعله ، ما تلك الشخصية التى تمكنت منى ماذا سيظن الان لماذا اتكلم معه هكذا و كأننى شيطان يحاول ان يوسوس له
- انا اسف لو كان فى حاجة ضايقتك او كنت تعديت حدودى
و لكن تلك الشخصية النبيلة تستفزنى و جعلنى اريد ان اقوم بذلك الدورالشيطانى
- لا خالص انا بس كنت بفكر فى حاجة تانية
-انا اسمى علياء
- علياء عبد المجيد صحفية فى جريدة الحياة
- احمد سمير عبد السلام
- بشتغل طبعا فى الكافيه الى حضرتك كنتى فى دلوقتى
- و بشتغل سكيورتى فى شركة ادوية فى العاشر من رمضان
- ياه و بتلحق تروح من الشغل ده لده ، ازاى و امتى
- ياعنى اهو الواحد بيحاول يعيش
- انت متجوز؟
- متجوز هههههه لا طبعا
- طب و ليه ضحكت كده؟.
- اصل السؤال ده مكنتش متخيل اتسئله الا بعد بتاع 20 سنة كده و لا حاجة
- ياااه و ليه كده
- اصل انا عارف انى مش حتجوز غير لما يكون عندى 45 او 50 سنة
- ليي بتقول كده انت مش عايز تتجوز
- مين مش عايز يكون لى بيت و اسرة و عيلة يعيش عشانهم بس منين
- ياعنى مافيش حد فى حياتك واحدة نفسك تتجوزها و ترتبط بيها
- تصدقينى لو قلتك انا مفكرتش اصلا انى احب او ابص لواحدة قبل كده
- مفيش راجل معرفش واحدة قبل كده ايام الجامعة ، معاك فى الشغل بنت الجيران قريبتك
- قصدك تقولى مفيش راجل غيرى
- دة غرور
- لا و الله بس انا قررت من يوم ما دخلت الجامعة و انا عارف انى مش حكون حاجة فى الدنيا دى انى مش ححاول حتى انى ابص لواحدة او افكر فى واحدة حتى لو فى خيالى الا لما اكون حاجة بجد و متهيئلى
فتوقفت عن الحديث و نظرت اليه فى حيرة و تعجب ،و سألت نفسى هل يمكن ان يعيش الإنسان دون حب طوال هذة الفترة فربما هو لم يعرف الحب منذ 10 سنوات فكيف سيدخل الحب الى قلبه او يعجب بى ، و اجبت على سؤال كان يدور بداخلى لماذا كل هذا النبل و التهذب الذى يظهر عليه و لما ابتسامته كانت بريئة الى تلك الدرجة ، فهل سينساق ورائى هل سيدخل فى حب ربما يكون غير حقيقيا لمجرد التجربة كما سأدخل انا فى تلك القصة ، ان عقلى يحتار و الحيرة تملىء رأسى و يزداد فى داخلى الفضول لان اعرف ما نهاية تلك القصة التى سأدخلها بكل ما املك من قوة مع هذا الرجل الذى اكثر ما يثيرنى اليه هو غموضه الذى تخفيه بساطته الشديدة و التى ربما لا تخفى ورائها شىء .
- حضرتك بقى خليكى على اليمين عشان البيت قرب
- بسرعة كدة
- يا لا بقى ازعجتك الشوية دول
- لا متقولش كده صدقنى انا كنت مبسوطة اوى و انت معايا
- انا طول عمرى بلف فى العربية دى لوحدى
- شكرا
--العفو على اية ؟
- ايوة بس هنا على جنب بقى
و يفتح باب السيارة ويستعد للنزول و هو يرسم تلك الابتسامة على وجه و كلمات الشكر و الاعتذار تخرج من بين شفتيه و كأنها جرعات مكثفة .
- انا مبسوطة اوى انى اتعرفت عليك
- انا كمان و فرصة سعييدة اوى يا استاذة عليا سلام
- سلام يا استاذ احمد
و يضحك ضحكة بسيطة و بنزل من السيارة و بغلق الباب فى رفق ثم يستأذننى ليدخل الى بيته
- انا ساكن فى العمارة دى الدور الثالث ، شكرا على التوصيلة ،مع السلامة
و يذهب متجها الى العمارة فى بطىء و هدوء فأجد نفسى انادى عليه و كأننى احاول ان اجد حجة لأتكلم معه مرة اخرى
- أحمد
فينظر بسرعة الى الخلف
- فى حاجة يا انسة عليا
- ممكن تقبل منى الكتاب ده هدية
- بس
- من غير بس انت مش بتقول انك مقريتش بقالك كتير
- اسمحلى اديك الكتاب ده ، يعنى يمكن تفتكر التوصيلة كل ما تقرا فيه
- انا متشكر جدا و اكيد انا مش حنسى حضرتك
- قصدى انساكى يا انسة علياء
-و لا انا يا لا سلام
- مع السلامة
و يقف امام العمارة حتى اتحرك بسيارتى و يحمل بيديه الكتاب وعلى وجهه الابتسامة التى تعودت على ان تكون مرسومة على وجهه ،فمشيت و لا ازال اراه من مرايه سيارتى ،حتى دخل الى بيته ، فانفردت بنفسى لاتحدث اليها كما تعودت دائما و سألت نفسى عن ما إذا كان سيحدث شىء بعد ذلك ام لا ؟
- هل على ان اعود لاجلس فى نفس الكافيه مرة اخرى و اتحدث معه مرة اخرى
- و ربما اعود الى بيته فانا اعرف مكانه و اعرف متى ينهى عمله حتى لا اسبب له و لنفسى بعض الاحراج فى مكان عمله ؟
-هل سينجذب الى بسهولة ، و يسارينى حتى استطيع ان ادخل الى حياته و اكمل تلك القصة التى بدأتها
- ربما ستنتهى تلك القصة بأننى اعطيته ذلك الكتاب و يصبح كل ما يذكره عنى هو ذلك الكتاب .
- انا لا اعرف ما يمكن ان افكر فيه ، فذلك الرجل يعوقنى فى الوصول الى وسيلة للدخول اليه منها فربما يكون متغلقا على عالمه و ليس من السهل اقتحامه ؟
اننى اشعر ان هناك شىء لم يحدث، شىء ينقص تلك القصة التى لم تبدأ ، اظن ان على الانتظار حتى اترك له الفرصة فى التفكير فى او الانجذاب الى ، و لكن هل يمكن لانسان ان يعرف معنى الاعجاب وهو لم يعرفه من قبل و ربما هو يريد تلك الفرصة و يشتاق اليها كما انا و ربما اكثر ؟
....................... يتبع

