الأحد، 4 أكتوبر 2009

حكايات رائحة القهوة جزء 1

حكايات رائحة القهوة
القصة الأولى (البداية )
فى المقهى
بقلم مرام أحمد
lost_memories133@hotmail.com
حين اذهب الى لاتسوق بعض الكتب من انحاء القاهرة المختلفة و يأخذنى الوقت بحثا عن الكتب التى اهتم بقراءتها ، اجد نفسى قد مررت بالعديد و العديد من المناطق الموجودة فى القاهرة و خاصة وسط البلد المليئة بالمكتبات و الاماكن المشهورة ببيع الكتب منذ زمن طويل ، فيمر بى وقت طويل و كثيرا ما اشعر بالتعب و الارهاق لاجد نفسى امام مقهى او " كافيه " فأجلس لاستريح من التعب ، فأجد ان حولى العديد و العديد من الكتب التى اشتريتها و ربما لا ادرى لماذا اشتريتها ، فأنا اهوى شراء الكتب ، هنا يبدأ الفضول يراودنى كى اقلب فى تلك الكتب فربما اجد فيها ما يجذبنى لكى اكمل منهم كتابا فى يوم من الايام ، رغم ان فى داخلى خوف لكشف حقيقة اننى قد اشتريت كتبا ربما لن افتحها طوال حياتى . و لكنى فى النهاية لا اجد امامى سوى الامساك بالكتاب الاول و اقلب فيه بعض الصفحات ، و لكنى وجدت نفسى اتعمق فى الكتاب ففى البداية قرأت قليلا من المقدمة و نظرت الى الفهرس و الان انا فى احد فصول الكتاب التى جذبنى فيها بعض النقاط فأهتتممت كى اكمله بل ابدأه ، و هنا تكون رائحة القهوة قد ملئت رأسى و حولتنى من جثة هامدة الى شعلة من الحماسة و الاثارة لدى رغبة فى القراءة كلما تمكنت منى تلك الرائحة القوية للقهوة فأنادى :
- الجارسون
_ تحت امر حضرتك ، تطلبى ايه ؟
_ هاتلى فنجان قهوة مظبوط .
- اى خدمة تانية ؟
_اه يا ريت ازازة مية بس بقولك القهوة تبقى ثقيلة و مظبوطة اوى .
- تحت امرك .
- شكرا ...
و اخرج من حقيبتى علبة سجائرى و ولاعتى و اشعل سيجارة فى انتظار القهوة و قد فتحت الكتاب على الصفحة الأولى ووضعت فى اذنى سماعة تليفونى لاستمع الى اغانى فيروز و محمد عبد الوهاب التى اعشقها و تساعدنى على الاسترخاء .
و يأتى الجارسون
- القهوة المظبوط ،ان شاء الله تعجبك
- شكرا يا ....... اسمك ايه بقى ؟
- احمد
شكرا يا أحمد
- اى خدمة تانى ؟
- لا ميرسى
و يذهب احمد و ابدأ فى الامساك بفنجان القهوة و اضعه امام شفتى بهدوء و حظر لانه شديد الحرارة و لكنى اشم رائحة القهوة فتجعلنى افيق مرة اخرى اذا شعرت بالهزيان مما يجعلنى اقاوم تلك الحرارة و اقدم على شربها حتى و لو لسعتنى تلك الرشفة فأنا لا اقدر على الانتظار .......
و اترك الفنجان امامى على الطاولة و اشعل سيجارة اخرى و اشرب من فنجان القهوة مرة اخرى ، و انا احاول ان اندمج مع الكتاب ، صفحة و راء صفحة و رشفة من القهوة و نفس من السيجارة و صفحة من الكتاب .
لأجد نفسى قد اصبحت فى عالم اخر عالم ما يخلقه لى الكتاب فربما اجد نفسى احدى شخصيات نجيب محفوظ فى الثلاثية او ميرامار ، او بطلة احدى قصص يوسف ادريس او انيس منصور اما احدى شخصيات مسرحيات توفيق الحكيم ، شكسبير و غيرهم ،اما اننى قد تهت فى تاريخ الفراعنة و دخلت الى عصور ما قبل التاريخ ، او اننى احدى ملكات مصر كشجرة الدر و غيرها ، و ربما اجد نفسى وسط مجلس من الفلاسفة الذين بتناقشون فى قضايا الحياة كافلاطون او سقراط .......، او اننى احدى المرضى النفسيين الذين ذكرهم كتاب فى علم النفس و هو يشرح احدى تلك الحالات ، و غيرها و غيرها من العوالم و الازمنة التى قد اتوه فيها بعد ان اصبح ملكى قهوتى ، و افيق حين اجد نفسى و انا ارشف من فنجانى لا ارشف سوى الهواء فأنظر لاجد ان قهوتى قد نفذت ، لأجد نفسى امام عالم ملىء بالناس و الكلام و الاحاديث الكثيرة التى تتداخل فى اذنى و كأننى سأصاب بالصمم ووسط الزحام و الضوضاء اشير بيدى الى أحمد الجارسون .
-عايزة امريكان كوفى كبير عشان دماغى حتنفجر من الدوشة دى
-تحت امر حضرتك ، و ايه اخبار القهوة تمام
-اه تمام اوى ميرسى
و يستأذن و يمشى مرة اخرى و يتكرر نفس المشهد و انا اشعل سيجارة اخرى و اجلس لاسترخى حتى تأتى القهوة
، و هنا اجد ان عينى قد ارهقت من القراءة فاخلع نظارتى و اضعها على الطاولة ،و اريح رأسى على الكرسى و انفخ دخان السيجارة الى الاعلى ، و انا استمع فى اذنى موسيقى هادئة محاولة الاسترخاء، فتدور بى رأسى و اذهب مع التفكير الى حياتى و ما اشعر به ، و ربما انظر الى الكافيه من حولى لأجد ان كل طاولة عليها العديد من الاحداث و الشخصيات التى ربما تتشابه مع شخصيات داخل احداث احدى الروايات او القصص التى قرأتها من قبل . اخذت انتقل برأسى من طاولة الى اخرى ، و لكن هذة المرة دون استرخاء ، فأنا لا اقوى على الاسترخاء ابدا دائما ما اشغل فكرى بالأفكار و الاشياء حتى لا استريج و بدأت تهتز رجلى فى حركة لا ارادية تأتينى حينما اكون افكر فى شىء ما او بداخلى بعض التوتر ، فأحاول ان اهدأ و اتنفس حتى اقاوم ذلك التوتر الذى يزعجنى و يجعل رأسى تتألم و اشعر بالتعب و الألم ، و هنا اسمع صوت الكوب و هو يوضع على الطاولة فأنظر الى الجارسون .
-اى خدمة تانية ؟ (و هو يبتسم )
- لا ميرسى (فى عدم تركيز و قد كنت انظر اليه و انا افكر )
- عن اذن حضرتك ( فى هدوء و قد هدأت الابتسامة )
- اتفضل ( فى صوت غير واضح و انا ازال على نفس الحالة )
و اجد عينى تسرح عندما اتى احمد الجارسون بالمج ورائحة القهوة الساخنة تخرج منه فى صورة دخان و كأنها احدى الروائح السحرية التى تولد الافكار لدى فانا اشعر بان تلك الرائحة القوية هى ملهمتى فى الحياة و فيما افكر ،
فأخذت اتحدث الى نفسى
ماذا شدنى اليه و ما الذى افكر فيه ؟
- ايمكننى ان افعل ذلك ؟
- و لما لا هل لكى فى الحياة من جديد
- فيمكنك ان تقومى بكتابة العديد من القصص و الحكايات عن...........؟
-عن أحمد
- احمد و غيره و غيره فهناك اناس كثيرة فى الكافيه من حولك فلابد ان لهم قصص و حكايات يمكنك ان تجدى منها الكثير
- اتعتقدين ان بمن أبدأ احمد
- اننى ارى ان فيه شىء يجعلك تنجذبين اليه فربما لديك احساس بأن معه قصص كثيرة
- اتعتقدين ذلك
- لا تضيعى الوقت فعليك ان تعرفى عنه كل ما يلزمك و تدخلى الى حياته حتى نعرف ما يمكننا ان نستفيد منه .
فوجدت نفسى اشير الى احمد ،
- تحت امرك ؟
- الشيك لو سمحت .
- ليه ! لسه بدرى
- معلش المرة الى جيه ان شاء الله اصلى مستعجلة .
- ان شاء الله تشرفينا علطول
- ان شاء الله
- ثانية واحدة .
و يمشى و اجلس اشعل سيجارة فى استعجال و توتر و انا الملم ما حولى من اشياء داخل حقيبتى
و احاول ان اشغل نفسى حتى لا تنفرد بى و تسالنى لماذا لم اتحدث معه و اعرف عنه الكثير
و اجد ا نى قد لملمت اشيائى و اجلس فى انتظار الشيك و انا احاول ان اريح نفسى و اننى سوف اسأله هذة المرة و لكننى ادعو الله ان يجعل شىء يحدث حتى اقدر ان اتحدث اليه حتى لا اضطر للخضوع الى فضول نفسى .
يأتى أحمد و هو يحمل ابتسامته الجذابة التى لم تفارقة منذ ان جلست فى الكافيه
- الشيك
- ميرسى
فأخذ منه الشيك و انظر الى الايصال فى الداخل و اخرج النقود من محفظتى و اضعها داخل الدفتر
ثم ياتى و يأخذه و امسك حقيبتى و يحينى بأبتسامته مرة اخرى و انا انزل على سلم الكافيه
و لكننى احاول ان انزل ببطىء على السلالم و كأن نفسى تحاول ان تجعلنى ارجع و اخترع اى شىء لكى اتحدث اليه مرة اخرى و لكن يمنعنى حيائى ، فأنا لا اتحدث مع احد بسهولة و سوف اتلجلج و يصبح مظهرى غير لطيف امامه .
و لكنى من داخلى كانت نفسى تلح على و تلومنى و تؤنبنى على اننى لم افعل شىء و احاول الهروب منها بتلك الدعوة التى ربما تنقذنى من تأنيبها و هى ان يحدث شىء و نتحدث مع بعضنا البعض لأحاول الدخول فى حياته ، و خرجت من الكافيه و انا اقدم رجلا و ااخر الثانية اعتقاد منى ان هناك شىء سيحدث و اختلس النظر خلفى حتى ارى ان كان هناك اى شىء ربما يحدث و لكن لم يحدث اى شىء و فى النهاية استعدت وقارى وقررت ان انسى تلك الفكرة و اكمل سيرى و ما جأت من اجله فما اجمل ان اشترى الكتب و اقرأها مع قهوتى
- يااااااة قهوتى
و انا اتذكر رائحتها التى اشمها قريبة منى بشدة و احاول ان اقاومها و امشى فى طريقى الى اننى اشمها حولى تجعلنى انهار و تجعلنى اريد ان ارجع الى الكافيه لاحضر كوبا من القهوة ، و لكنى اعرف انها خدعة حتى اعود ، لكننى لم اقاوم كثيرا فوجدت نفسى التف عائدة الى الكافيه مرة اخرى منجذبه لرائحة القهوة و فى داخلى ابتسامة و شوق لما ربما سيحدث الى ان وصلت و وقفت امام الكافية و انا افكر و لكنى دخلت و طلبت كوبا من القهوة السريعة لاخذه معى تيك اواى ، لاجد نفسى انظر من حولى و اتلفت حولى لارى أحمد و لكنى لا اراه
- تحبى القهوة سادة و باللبن
- تانى مرة " حضرتك تحبى القهوة سادة و لا باللبن
- فأنتبه اليه : اسفة سادة
و يسألنى و انا لست معه فأنا ابحث عنه و لكنى لم اجده ،فأصابنى الاحباط و اليأس الى ان يحدث شىء فأخذت القهوة و دفعت الحساب و انا اخرج متلفتة حولى ، و اقدم رجل و ااخر الاخرى و انا على باب الكافيه و انظر يمينا و يسارا ربما اجده و لكن لا فائدة على الا امشى وراء تلك الافكار فهى ليست بشىء له قيمة ، ربما ان ما بداخلى لا يشعرنى بذلك بل يجذبنى الى ان اظل وراء تلك الافكار و الاحاسيس و على باب الكافبه تقع منى محفظتى فأنزل مسرعة لاحضرها فأ1ا برائحة القهوة تخرج من الكوب الى انفى فتجعلنى اشعر بالراحة و استعيد وقفتى مرة اخرى محاولة ادخال المحفظة الى الحقيبة فى هدوء و اذا بصوت يرن فى اذنى و يتصاعد صداه و كأننى اقف بين جبال تجعل الصوت يرتد من حولى بقوة و تكرار فأنظر الى اتجاه الصوت لاجد أحمد امامى يحاول ان يلتقط كوب القهوة الذى كاد ان يسقط فأنا احمل الكثير من الاشياء معى و فى يده الاخرى سلسلة مفاتيحى و قد اخذتنى ابتسامته القوية الجذابة التى جعلتنى لا اسمع و لا انتبه الى شىء و احاول ان اركز فيما يحاول ان يحكيه لى عن محاولته فى البحث عنى :
- بدورى على المفاتيح
- هه............................

.............يتبع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق