الأحد، 4 أكتوبر 2009

حكايات رائحة القهوة 2

حكايات رائحة القهوة
الحكاية الأولى (فى المقهى ) جزء 2

بقلم مرام أحمد

lost_memories133@hotmail.com

- بدورى على مفاتيحك .

فنظرتك اليه و المفاجأة قد جعلتنى اضحك بصوت عالى و بشكل هستيرى و اقول فى داخلى

- كنت اعلم ما الذى سيحدث انا لم يخيب احساسى ابدا و كذلك تلك المرة ،فعلى الا اضيعها .

-فنظر الى و على وجه علامات من الاستغراب

- فى حاجة ؟

- فلاحظت اننى اقف فى الشارع فأنتبهت الى صوتى العالى و اخذت اجمع ما بقى لى من وقار و اتزان و انا احاول ان افتح معه مجالا للحديث .واخذت منه المفاتيح وانا مرتبكة بشدة و احاول ان الملم تلك الاشياء التى تتساقط منى .

- معلش انا متلخبطة شوية بس بجد شكرا على المفاتيح انا مكنتش عارفة اروح ازاى ؟

- العفو على ايه ، حضرتك تأمرينى

- ربنا يخليك ، و اااسفة عطلتك

- لا مفيش حاجة انا تحت امرك .

و اخذت نفسى تتطاردنى حتى اتحدث اليه .

- لا تخجلى افعلى اى شىء قبل ان يمشى انه ذاهب .

- لا استطيع الا ترين ان لديه عمل و ربما اسبب له مشكلة ان حاولت ان اعطله بتلك السخافات

- هذه فرصتك لا تكونى مضطربة و ضعيفة ، لذلك حياتك فاشلة و غير حقيقية انت لا تحبين الا الخيال و الوهم الذى تعيشين فيه طوال حياتك

فأخذت اتصارع مع نفسى و فى اذنى تتردد كلماته

- عن اذنك انا مضطر ارجع عشان الشغل .

- اااه اااا ...... اتفضل .

و فى تلك اللحظة شعرت ان نفسى و كأنها قد فاجئتنى بضربة على وجهى لاننى اضيع تلك الفرص .

فوجدت نفسى اضطر الى الرضوخ لها فأوقفه بعد ان كان يستعد للذهاب و لكن هذة المرة بطريقة اخرى حتى لا احرج امامه او اعطله عما يفعل ، فقد تركت مجموعة من الكتب تقع على الارض و كأننى لم اقصد ان اوقع بها و انا ادخل المفاتيح الى الحقيبة ، مما جعله اضطر للنزول على الارض ليحضرها .

- اتفضلى

- شكرا ... انا بجد محرجة اوى بجد انا بعطلك

- لا ابدا و لا يهمك ، هى عربية حضرتك ركناها بعيد ؟

- فأجبت بأستغراب ، ياعنى فى اخر الشارع ، ليه فى حاجة

- لا ابدا بس كنت حوصل لحضرتك الحاجة فى العربية شكلك تعبانة و الحاجات كتير عليكى

- ربنا يخليك شكرا ،بس انا كده بقى بجد ببقى بعطلك و الله

- لا ابدا ، انا كده كده الشفت بتاعتى خلصت و كنت حروح بعد نص ساعة مفيهاش حاجة .

- انا مش عارفة اقولك ايه ؟

- متقوليش حاجة ، 5 دقايق بس اروح اسلم الشيفت واجى لحضرتك ، معلش حعطلك 5 دقائق .

- لا و لا يهمك ، انا اسفة اوى

و لكنى لم اكمل كلماتى الا ووجدته يخترق الناس و يدخل الى الكافيه و هو فى عجلة لينهى عمله

و هنا بدأت نفسى تفتخر بى عندما بدأت ان انساق ورائها ، و دار الحديث بيننا الى ان يأتى أحمد .

و فى غضون دقائق وجدت احمد يخرج من الكافيه يحمل شنطة صغيرة ربما يضع فيها ملابسه التى كان يعمل بها و يرتدى قميص اسود و بنطلون جينز و قد رتب شعره و تغير شكله قليلا و لكن لم تفارقه تلك الابتسامة التى تجذب من حوله فهو وسيم و يبدو عليه الوقار و الاحترام ، و اخذت انظر اليه و هو يخترق الناس حتى يأتى الى بسرعة ، ولكنى وجدت نفسى ارى فيه ما كنت اتحدث عنه مع نفسى عن تلك الابتسامة و الوقار و الشكل الذى يبدو ان وراءه الكثير من القصص و قد رسمت على وجهى ابتسامة دون ان اقصد شعرت بها فقط عندما وجدته وصل الى و يحمل معى الكتب التى قد اثقلت نفسى بها واشار الى ان اتقدمه السير كما يفعل النبلاء من الرجال ، فسألت نفسى:

هل كل الرجال دون ان يتعلموا الاتيكيت او باختلاف معيشتهم و ثقافتهم ، يعرفون تلك الاصول او الطرق التى يعاملون بها المرأة .

اخذنى الحديث مع نفسى فنظرت بجانبى لم اجده فقد لسبقته السير بكثير هل على ان انتظره.

- و جاوبتنى نفسى : نعم لم ترى لقد كان شديد الذوق معك فلا تكونى عنيده و فظة معه.

فنظرت الى الخلف ووجدته يمشى و هو يمسك بتلك الكتب يمينا و يسارا و قد ظهر عليه الارهاق و لكن دون ان تفارقه ابتسامته المعهوة

- فتوقفت حتى اتى الى ، - ممكن اشييل معاك انت شكلك تعب و بعدين الحاجات كثير اوى

- لأ لأ متقلقيش عادى و الله مش تقيلة و لا حاجة

- متقلقش انا متعودة انا باجى كتير و اشترى كتب اكتر من دى كمان

و حملت منه بعضها و هو يحاول الا يجعلنى افعل ذلك و بعد عناء اقتسمنا الكتب . و مشينا فى صمت لمدة و انا احاول ان اجد من الكلام ما يجعلنى اتحدث اليه . فوجدت المبادرة تأتى منه حين عجزت عن اتخاذ تلك الخطوة

- بس شكل حضرتك بتحبى القراية اوى .

- انا اه

- انا كمان بحب القراية اوى بس للاسف مش عندى وقت دلوقتى انى أقرأ غير كل فين و فين .

- بجد و بتحب تقرأ ايه

- ياعنى كل حاجة ، بس تعرفى حضرتك انا بقالى كتير ممسكتش حتى كتاب انتى ادتينى الفرصة انى امسكه ههه

- هههههه ، ووجدت نفسى قد اخذنى الحديث معه ودون ان اشعر بمن حولنا و لا بالوقت و لا بالمكان فأنا اشعر ان فى داخله شىء يجعلنى انجذب اليه و ليس مجرد فضول لمعرفة ما وراء تلك الشخصية البسيطة ، فأننى اشعر الان ان عينيه بها العديد من القصص و الحكايات ، و لكن فى عينيه تدب الحياة ، اشعر بأن بها روح تحب الحياة ، فهو نقيض لى فأننى لم ارى تلك النظرة المحبة للحياة لدى الا مرات قليلة فكيف يمكنه ان يشعر بتلك السعادة .

توقفت عن التفكير حين رأيت سيارتى امامى على بعد خطوتين و هو لا يزال يتحدث و انا لا اريد ان اذهب الان فلم اعرف عنه الا القليل كبهذه السرعة تنتهى قصتى . قصتى ماذا اقول اسوف اجعلها اول قصة و هى قصتى مع ذلك الرجل

- و لما لا الست منجذبة اليه؟

- نعم و لكن ليست هذة هى المسألة

- ما الذى يمنعكى

- لا اعلم و لكن لا يمكن ان يكون بيننا شىء

- تستطيعين ان تجعليه يكون

- فهو شخص وسيم و رقيق و مثقف و ......

- و لا يناسبنى فأنا لا احب و اخاف ان اوقع به فى تلك القصة و اخرج انا منها او لمجرد ان اسردها فى احدى قصصى

- اتركى هذا الامر للوقت فمن يعرف ماذا سيحدث و ربما هو شخص عكس ما هو عليه الان لا تنخدعى فى تلك النظرات البريئة و الابتسامة المصطنعة

- هه

- لا تكونى مترددة فقط اقتحمى عالمه و ادخلى اليه و تعايشى معه ان لم يعجبك الحال فما من شىء لتخسريه ، و يصبح رجلا مثل رجال عرفتيهم من قبل و ادخلتيهم الى عالمك و كتاباتك . و تنتهى القصة

فأخذت افكر و افكر فيما تقوله لى نفسى عما سأفعل معه و لم اصل لحل و نظرت الى الامام فوجدت السيارة امامى ، فما الحل اذا ااتركه يذهب و اذهب من حيث اتيت ام اغوص فى قصتى التى لا اعرف ما مصيرها و مصيرى و مصيره فأرجح انها قصة عادية ليس فيها من جديد كباقى القصص و الروايات التى عشتها حتى فى خيالى و التى انتهت فى النهاية و لم اخسر الا الوقت و انا لا اجد ما اضيع فيه وقتى سوى تفاهات .

ففتحت السيارة وأخذت منه الكتب و الاشياء التى يحملها وأدخلتها الى السيارة ببطىء احاول ان اعطل الوقت حتى انتهى من تفكيرى و اصل الى قرار و عندما انتهيت من كل شىء وقفت بجانب سيارتى لاشكره

- شكرا جدا انا مش عارفة اقولك ايه

- متقوليش حاجة انا معملتش حاجة و الله حضرتك بتحرجينى

- طيب انا ممكن اوصلك للمكان الى تحبه لو مروح او اى حته

- لا لا انا مش عايز اتعب حضرتك ، انا حتمشى

- لا مش حينفع ازاى و بعدين تتعبنى ما انا تعبتك معايا ، بجد و الله انا المرادى تحت امرك

- لا يا فندم متقوليش كده ، اتفضلى حضرتك عشان معطلكيش و انا حتصرف

فلم ارد ان اضغط عليه فما هذا الاحترام الزائد فكيف سيكون رجلا من الرجال الذين عرفتهم ، انا لا اطيق تلك المعاملة الرسمية التى تجعلنى اتردد فى طلبى

- فقلت لنفسى كما يريد لن اضغط عليه و كذلك انا لن استطيع ان اجعله يدخل تلك القصة .

و اتجهت الى باب السيارة حتى امشى و انا احاول ان ابطىء من حركتى فربما يغير رأيه او اجد طريقة لاجعله يركب معى بالسيارة و انا ادخل من الباب تسللت الى رائحة القهوة التى اعشقها فنظرت فى لهفة الى مصدر الرائحة فوجدت محل يبيع القهوة و صوت محمصة القهوة يعلو فعلمت ما مصدر تلك الرائحة ،فدب الحماس فى داخلى وأخذت اتحدث الى نفسى فأنا اريد الان هذة القصة و اريد ان اعيش مع هذا الرجل فترة من حياتى داخل قصة رومانسية اعتقد انه قادرا على اعطائى الكثير من الحب الصادق و الاحترام فيها ، و اتخذت قرارا بينى و بين نفسى ان افعل كل شىء حتى احصل على ما اريد من هذا الرجل و اصبح التحدى اقوى منى و حماستى تغلب وقارى و كبريائى فنظرت الى أحمد فوجدته يقف و ينتظر الى ان امشى بسيارتى حتى يمشى و لكن تلك الرائحة قد جعلتنى اهدأ و التقت انفاسى و اساله من نافذة السيارة ان يركب و قد رسمت على وجهى الابتسامة و فى عينى نظرة ضعف و حاجة له حتى لا يرفض لى طلبا

- اركب بقى يالا

- و الله حضرتك انا مش مهم

- يا بقى عشان خطرى ، بجد حزعل

- فينزل احمد من على الرصيف و يقترب من السيارة

- ا............

.................... يتبع

سؤال للقارىء:

هل تعتقد انه سيركب ام سيشكرها مرة اخرى و تفشل تلك الحيلة هذة المرة و تجمع بينهم الصدفة ن جديد ؟

-يتبع

هناك تعليق واحد:

  1. اسلوبك في السرد سلس ورائع اخت مرام
    اتمنى لك التوفيق

    ردحذف